ماهي سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات؟

تعرف على مفهوم وخصائص سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات multinational supply chains

تعتبر "سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات" مفهوما أساسيا في مجال اللوجستيك وسلاسل التوريد، لكن السؤال الذي يطرحه كثير من المهتمين وحتى المنخرطين في هذا المجال هو ماهي سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات؟.

إليكم الجواب على هذا السؤال بشكل مبسط، سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات (Multinational Supply Chains) هي شبكات مترابطة من الأنشطة، العمليات، والأطراف التي تشمل شركات وموردين ومصنعين وموزعين ومستهلكين يعملون في أكثر من دولة واحدة، تتميز هذه السلاسل بعمليات معقدة تمتد عبر حدود دولية، مما يسمح للشركات بالإستفادة من المزايا النسبية لكل دولة، مثل إنخفاض التكاليف (حيث توجد دول ذات تكاليف إنتاج ويد عاملة زهيدة)، الموارد الطبيعية (مثل المعادن والطاقة التي تنتجها بعض الدول ولا تنتجها أخرى)، أو الوصول إلى أسواق جديدة عبر دول تستحق ذالك المنتج أو الخدمة.

ماهي مكونات سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات؟

تتكون سلاسل الامداد متعددة الجنسيات من عناصر ومكونات أساسية بحيث يلعب كل عنصر منها دورا محددا في العملية اللوجستية بشكل عام، فيما يلي أهم تلك المكونات.

• الموردون الدوليون

وهم الشركات والمؤسسات المسؤولة عن توفير المواد الخام أو المكونات الأساسية التي ستستخدم في التصنيع أو التحويل من مختلف دول العالم، حيث يمكن أن تكون المواد الأولية من دولة أو قارة ما مخصصة لتصنيع منتج في قارة أو دولة أخرى تماما، ودور الموردين هنا هو توفيرها للجهات المصنّعة.

• التصنيع في مواقع متعددة

بعد قيام الموردين الدوليين بدورهم في توفير ونقل المواد الأولية للمصنّعين، يقوم هؤلاء بعملية التصنيع أو التجميع التي يمكن أن تتم في دول واحدة أو دولة مختلفة حسب التكلفة والإمكانيات، فمثلا تصنع أجزاء من طائرات ايرباص في البرتغال في تصنع أجزاء أخرى في تونس أو المغرب ليتم تجميعها في فرنسا.

• التوزيع الدولي

من ثم تقوم شبكات التوزيع بنقل المنتجات من مواقع التصنيع وتوزيعها بين الأسواق في مختلف القارات والدول.

• العملاء العالميون

أخيرا نصل إلى المرحلة الأخيرة وهي وصول المنتجات النهائية إلى المستهلكين (أشخاص أو شركات) في أماكن متنوعة حول العالم.

ماهي خصائص سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات؟

تتميز سلاسل الإمداد متعددة الجنسيات بعدة خصائص رغم إشتراكها مع سلاسل التوريد العادية في نقاط معينة، فيما يلي أهم تلك الخصائص:

• الاعتماد على التكنولوجيا
تُستخدم نظم المعلومات مثل أنظمة إدارة الموارد (ERP) وأنظمة تتبع الشحنات بشكل موسع في سلسلة التوريد متعددة الجنسيات وذلك لضمان التكامل والشفافية.

• التنظيم المعقد
تتطلب سلاسل التوريد متعددة الجنسيات إدارة صلبة وفعّالة نظرًا للتحديات التي تواجهها وخاصة تلك المتعلقة بالفروقات الثقافية بين مختلف مناطق ودول العالم، التشريعات المحلية التي تميز كل منطقة، وتعقيدات النقل نتيجة المسافات والوسائط بين مختلف الأماكن.

• التنوع الثقافي والجغرافي
تتعامل سلسلة التوريد متعددة الجنسيات مع فرق عمل متنوعة وأسواق تختلف فيما بينها من حيث العادات والقوانين وحتى الاحتياجات، وهذا يختلف عن سلاسل الامداد العادية التي قد تكون في نفس الدولة أو المنطقة الجغرافية.

• التحديات اللوجستية
وهو أمر قد يوجد في سلاسل التوريد التقليدية لكنه أكبر مع متعددة الجنسيات حيث تشمل هذه التحديات تعقيدات النقل الدولي والجمارك وإدارة المخزون عبر حدود وغيرها.

التحديات التي تواجهها

لا شك أن سلاسل التوريد متعددة الجنسيات تواجه تحديات هائلة نظرا لحجمها وخصائصها وكيفية عملها، لكنها في الأغلب تحديات خارجية متعلقة أساسا بالمكان والجغرافيا والإقتصاد، وهذه ألرز تلك التحديات:

• المخاطر السياسية
وهي الأكثر شيوعا حيث تتغير السياسات والساسة في كل مكان وزمان بالعالم وتتغير معها ظرةف العمل كما أن الأزمات السياسية قد تتطور إلى حروب ومواجهات، فضلا عن النزاعات التجارية أو التغيرات في السياسات الحكومية.

• التغيرات الاقتصادية
كالتضخم مثلا وتقلبات أسعار الصرف وتراجع نسب النمو واحتدام المنافسة وغير ذلك وهو ما يؤثر على إنسيابية الأنشطة المرتبطة بسلاسل الإمداد متعددة الجنسيات وعلى تكلفتها وتواصلها.

• قضايا الاستدامة
زيادة التركيز على تقليل البصمة الكربونية وتحقيق أهداف التنمية المستدامة رغم أن هذا الأمر يصبح أكثر صعوبة مع تنوع المناطق والدول المتداخلة في العملية اللوجستية ككل.

• التحديات التكنولوجية
تجد الشركات الكبرى التي تتبنى سلاسل التوريد متعددة الجنسيات نفسها مجبرة على التأقلم مع التطورات التكنولوجية في الصناعة رغم إختلاف الدول والمناطق التي تتعامل معها وهذا تحد عليها مواجهته.

•المخاطر الطبيعية
وهي لا تقل أهمية عن المخاطر السياسية، حيث تعطل الكوارث الطبيعية مثل الزلازل والأوبئة والأعاصير مسار سلاسل الامداد متعددة الجنسيات بما يدفعها لمحاولة تطوير قدراتها على العمل في مختلف الظروف ولنا في أزمة كورونا قبل أربع سنوات أكبر مثال على هذا التحدي.


بشكل عام، نجد أن الشركات الكبرى والشركات العابرة للقارات هي الأكثر إستخداما لهذا النوع من سلاسل التوريد، حيث نجد شركة آبل مثلا تعتمد على موردين ومصنعين من دول مثل الصين والهند وفيتنام والولايات المتحدة لتصنيع أجهزتها وتوزيعها عالميًا، فيما تستخدم أمازون مستودعات ومراكز توزيع في العديد من الدول لتلبية الطلب العالمي، وهو ما يساعدها (الشركات الكبرى) في تقديم منتجات وخدمات بأسعار تنافسية من جهة ويساهم في تعزيز التجارة الدولية ونقل التكنولوجيا والخبرات بين الدول من جهة أخرى.



أحدث أقدم