كيف تكون درجة حرارة نواة الشمس أقل من نظيرتها في المستعر الأعظم Supernova؟



يقدر العلماء عمر كوكبنا الأرض بما يزيد عن 4.5 مليارات عام، ومتكون من تراكم تدريجي لمواد صخرية كانت محيطة بالشمس عند بداية نشوئها، لكن وفيما بعد ترسبت العناصر الأكثر كثافة والمكونة للكوكب إلى داخل الكرة الأرضية وإستقرت في نواتها وكان الحديد هو العنصر الأساسي الذي إستقر في اللب وتكونت بقية طبقات الأرض من وشاح وقشرة.

وبذالك تكون اللب الداخلي للأرض، والذي يبلغ حجمه نحو 2/3 (ثلثي) حجم القمر، من الحديد الصلب وبعض المعادن الأخرى التي تسربت معه عند تكون طبقات الأرض، لكن العلماء قد توصلوا إلى أن اللب الخارجي يتشكل من الحديد المصهور والذي أدت حركته إلى تكون المجال المغناطيسي للكوكب الأزرق في إعتقادهم حيث نشأ هذا المجال نتيجة تيارات كهربائية في المادة الناقلة (للتيار) في مركز الأرض جراء الحرارة المنبعثة منه والتي لا تقل عن حرارة سطح الشمس.

أما المفارقة هنا أن اللب الحديدي الذي تتكون منه أنوية النجوم (بما في ذلك الشمس) يحتاج إلى حوالي 2.7 مليار درجة مائوية لينشطر ضمن عملية تسمى الإندماج النووي والتي تفضي إلى إنقسام اللب الحديدي إلى عناصر أخف وينتج عنها إطلاق طاقة رهيبة تمد الشمس والنجوم الأخرى بطاقة تساعدها على الإستمرار .

لكن ومع كبر النجم ونفاده من العناصر الأخف القابلة للإنصهار يصبح غير قادر على توليد حرارة كافية لمواجهة قوة الجاذبية (المسلطة عليه) التي تسحبه نحو نواته أو "قلبه" و هو يؤدي إلى إنهيار لبه ووصوله إلى درجات حرارة وكثافة عالية جدا ما يولد إنفجار النجم و"إستهلاك" كامل كتلته لينتج أخيرا إشعاعا هائلا ويولد ما يعرف بالمستعر الأعظم (أو السوبر نوفا) Supernova حيث تصل درجات الحرارة خلال هذا الإنفجار إلى ما يفوق بكثير درجة حرارة نواة الشمس والتي تقدر بنحو مليوني درجة مائوية.

لكن السؤال هنا هو كيف تكون درجة حرارة نواة الشمس أقل من درجة حرارة المستعر الأعظم Supernova؟

الجواب يكون في أن الشمس هي عبارة عن نجم صغير ومستقر نسبيا ما يعني أنه لا يتطلب (أي الشمس) درجات حرارة قصوى كتلك التي تتواجد في المستعر الأعظم "سوبر نوفا" للحفاظ على توازنه حيث لا تزال درجة حرارة لب الشمس مرتفعة بما يكفي لبدء عملية إندماج نووي وإنتاج الطاقة اللازمة لإستمرارها والحفاظ على حرارتها وسطوعها.

أما نظريا، فكل نجم ينتهي به المطاف إلى أن يحترق في وقت ما وتحل محله كرة تتكون من مادة فائقة الكثافة والحرارة، وهو ما يشير الى ان شمسنا ستحترق بعد 7.5 مليارات عام تقريبا (حسب تقديرات العلماء) لتتحول إلى سوبرنوفا (مستعر أعظم) ثم إلى قزم أبيض فائق الكثافة.






إقرأ أيضا:
أحدث أقدم