لماذا تبدو النجوم أكثر إشراقا ولمعانا في الشتاء؟!


ماذا تظهر النجوم بعدد و إشراق أكبر في فصل الشتاء ؟
لماذا تظهر النجوم بعدد وإشراق أكبر في فصل الشتاء؟

من بين الأشياء و الظواهر الطبيعية المذهلة التي شغف بها الإنسان منذ القدم و شدت إنتباهه لجمالها هي النجوم !
و لأن أجمل ما في النجوم لمعانها و إشراقها فإن ظاهرة خفوتها في فصل الصيف و شدة لمعانها و كثرة عددها في فصل الشتاء مثلت مبحثا علميا تم تفسيره و بيان أسبابه بشكل مبسط، و في هذا المقال سنذكر هذا التفسير.

إلى أين تتجه الأرض خلال فصول السنة؟

من المعلوم أن فصل الشتاء في النصف الشمالي من الكرة الأرضية يقابله في النصف الجنوبي منها فصل الصيف، و عندها يلاحظ سكان النصف الأرضي الذي يشهد فصل الشتاء لمعانا و إشراقا أكبر للنجوم مقارنة بما تظهر عليه النجوم في بقية أوقات السنة، و يعود ذلك إلى أن الجزء الشمالي الذي يشهد فصل الشتاء (أو الجزء الجنوبي عند الإنقلاب) من الكرة الأرضية يكون مواجها للجزء الداخلي من الذراع الحلزونية التي تنتمي إليها الشمس و ذلك تحديدا خلال أشهر ديسمبر و يناير وفبراير.


على العكس من ذلك يكون الجزء المقابل للكرة الأرضية في إتجاه درب التبانة (Milky Way) خلال الأشهر يونيو و يوليو و أغسطس (فصل الصيف) ما يعني أن الجزء الذي يعيش فصل الصيف من الكرة الأرضية و الذي يكون في إتجاه درب التبانة لا يمكنه رؤية وسط المجرة بشكل جيد بسبب الغبار المجري الذي يغطيها خاصة و أن قطر مجرتنا درب التبانة يبلغ 100.000 سنة ضوئية و يبعد مركزها عن الأرض حوالي 3000 سنة ضوئية!.

ما الذي يجعل النجوم أقل إشعاعا في فصل الصيف؟

نواجه خلال فصل الصيف بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الشمالي (الشتاء بالنسبة لنصف الكرة الأرضية الجنوبي) ما يعرف بإسم "قرص المجرة" و الذي يمكن رؤيته على بعد 2000 سنة ضوئية من المجرة (ما يعني أنه يقع ما بعد مركز المجرة الذي يبعد عنا أصلا مسافة 3000 سنة ضوئية) ما يجعلنا ننظر في هذا الوقت من العام (فصل الصيف) إلى مزيج من مليارات المليارات من النجوم ما يجعلها تبدو أقل عددا و أضعف إشعاعا نظرا للمسافة المهولة التي تفصلها عنا.

أما في فصل الشتاء حيث تكون الأرض مواجهة لحدود المجرة و داخل الذراع الحلزونية التي تنتمي إليها شمسنا توجد في تلك المنطقة نجوم عملاقة و مضيئة و لأنه لا وجود لمزيج النجوم فإن السماء تكون صافية و ذات خلفية تسمح بظهور عدد أكبر من النجوم و بلمعان أكبر.




و بشكل عام، فإن وضوح السماء في أشهر ديسمبر و يناير و فبراير (فصل الشتاء) يجعل النجوم تظهر بعدد أكبر و أكثر لمعانا و إشعاعا مقارنة بفصل الصيف (أي أشهر يونيو و يوليو و أغسطس) حيث تمتزج النجوم البعيدة بأعداد هائلة (مليارات المليارات) ما يؤدي إلى إغماق السماء و شوبها ضوئيا فتظهر النجوم بعدد أقل و إشعاع أخفت.




إقرأ أيضا:
أحدث أقدم