الذكاء الإصطناعي يمكن تفسيره، تعرف على طريقة عمله


الذكاء الإصطناعي قابل للتفسير بلا شك، تعرف على طريقة عمل الذكاء الإصطناعي و طرق تطبيقه

كيف يعمل الذكاء الإصطناعي؟

الذكاء الإصطناعي، ذلك المجال المتطور والواعد والذي سيرسم وجه المستقبل التكنولوجي لعالمنا ويصنع أبعادا مستقبلية لحياتنا اليومية بكل ما تحتويه من مستلزمات ووسائل وتقنيات، لكننا ومع ذلك لازلنا (أو غالبيتنا على الأقل) ننظر للذكاء الإصطناعي كشيء مغلق أو غيبي يصعب تفسيره وشرح منهجية عمله حتى أن طرح السؤال المهم "كيف يعمل ؟" لا يطرح في مجال الذكاء الإصطناعي مثلا.

وقد قيل أنه من الأفضل ترك أسئلة "لماذا" للفلسفة في حين أن العلم هو أفضل مجال لمعالجة أسئلة "كيف" وطرحها والبحث عن إجابة علمية عنها، وذلك حتما هو الصواب.

علينا إذا أن نسأل عن أسباب "تصرفات" الذكاء الإصطناعي والإستراتيجية التي تبناها برنامج معين من برامج الذكاء الإصطناعي لحل من الحلول أو نتيجة معين دون أخرى، لأنه وكما هو معلوم فإن برامج الذكاء الإصطناعي تستوعب بيانات ومدخلات تقدم لها إستنادا إلى إرشادات دقيقة مسبقة ومن خلالها تتصرف حسب ما تعلمته (وهذا أساس تعلم الآلة Machine Learning).

كيف يعمل برنامج الذكاء الإصطناعي؟

يجب أولا فهم أن برنامجا من برامج الذكاء الإصطناعي (Artificial Intelligence) لا يعدو كونه برنامجا عاديا لا يختلف كثيرًا عن البرامج التقليدية، فهو برنامج كمبيوتر قادر على معالجة "المدخلات" (Input) إستنادًا إلى إرشادات دقيقة مشفرة مسبقًا تسمى "شفرة المصدر" (Source Code) يقوم البرنامج ببساطة بتقديم "مخرجات" (Output) معالجة وجاهزة.

وبما أن الذكاء الإصطناعي (AI) يعبر فرعا من فروع "علم الحاسوب" فإن التطور الذي طرأ على هذا العلم وعلى مجال الحوسبة ككل ساهم بشكل كبير على توسع مجالات الذكاء الإصطناعي وقدراته، فمثلا عندنا اليوم أجهزة كمبيوتر عملاقة (من حيث القدرة والقوة في المعالجة) مقارنة بما كان عليه الحال قبل 20 سنة من الآن، إضافة إلى ذلك توسع مفهوم البيانات ليصبح مجال البيانات الضخمة محل بحث ودراسة وأصبح الكم الهائل من البيانات مقارنة بالسابق تدعو إلى تطبيق برامج الذكاء الإصطناعي على حوسبتها وتحليلها وإستنتاج الحلول فائقة الذكاء من خلالها وهو ما ساهمت فيه التكنولوجيات الحديثة ووسائل الإتصال المتطورة التي أنتجت بيانات مهولة لأكبر عدد ممكن من المستخدمين.

ما الذي يميز نتائج برامج الذكاء الإصطناعي عن برامج الكمبيوتر العادية؟

ما يميزها هو محاكاتها لسلوك و أنماط عمل البشر ومقاربتها لقدراتهم العقلية، بل إن الذكاء الإصطناعي في مجمله يمكن تلخيصه في السلوك و الخصائص التي تتسم بها البرامج الحاسوبية الذي يجعلها "ذكية" بالمنظور البشري.

إن برنامجا عاديا من برامج الكمبيوتر لا يتعدى المطلوب منه في المدخلات الرئيسية المسبقة، فهو يقوم بالإحصاء إن طلب منه ذلك مثلا بناءً على معطيات وبيانات جاهزة يتم إدخالها، فإن طلب منه تبويب نتائج الإحصاء حسب عوامل ومتغيرات معينة (يتم تحديدها هي الأخرى مسبقا) فهو سيفعل ذلك حسب ما طلب، لكن لا يقدم على ردة فعل تلقائية وذاتية دون أمر من المستخدم.

أما برامج الذكاء الإصطناعي فهي تبني تصرفاتها وأفعالها و الخطوات التالية لها بالإعتماد على المدخلات الرئيسية وبعد تحليها وإستنباط طرق جديدة يمكن لها فعلها ولم تكن مطلوبة منها إبتداءً، لذلك فهي تتعلم حقا.. وهذا هو أساس التعلم العميق (Deep Learning).

هل يجب الثقة في برامج الذكاء الإصطناعي؟

إن برامج الذكاء الإصطناعي تعمل حسب تحليل معين للبيانات والظروف والوضعيات، وتصرفها الناتج عن تعلمها لردود فعل مبنية على أسس وقواعد ومدخلات تعلمتها مسبقا يتم غالبا (وهو المفروض) بشكل علمي حسابي دقيق دون تحيز "عاطفي" كما هو الحال بالنسبة للبشر.

لذلك إذا كان من الممكن السؤال عن تصرفات وإختيارات الذكاء الإصطناعي فيجب السؤال أيضا عن سبب قيامه بهذا الفعل دون الآخر أو ترجيحه لفرضية على أخرى.

على سبيل المثال، لماذا إختار البرنامج الذي يستخدمه قسم جراحة القلب مريضا معينا (لنفترض أنه الشخص x) من بين مئات الأشخاص الموجودين في القائمة لإجراء عملية زراعة القلب؟.

لماذا قام السائق الآلي في احدى السيارات ذاتية القيادة والعاملة ببرامج الذكاء الإصطناعي بتحويل السيارة عن الطريق، مما أدى إلى إصابة السائق ولكن تجنب دهس إمرة تدفع عربة صغيرها (على سبيل المثال) كانت تعبر الشارع؟.

وغير ذلك الكثير من أمثلة وقعت لبرامج ذكاء إصطناعي تصرفت على أسس معينة ما دفعها لترجيح فرضية دون أخرى أو القيام بتصرف دون آخر، ما يدفع للإقتناع بأن الذكاء الإصطناعي (AI) يتطلب أسسا أخلاقية خالية من التحيزات يحددها أولئك الذين قاموا ببرمجة البرنامج أو مجموعة البيانات المستخدمة في التعلم أو عن طريق الهجوم السيبراني.

عموما، فعندما نتحدث عن مجال الذكاء الإصطناعي من المهم معرفة كيف تعمل البرامج وكيف تفكر زما الذي يدفعها للقيام بسلوك معين دون آخر حتى تبقى تكنولوجيا الذكاء الإصطناعي في الإطار المنضبط والمتحكم فيه.





إقرأ أيضا:
أحدث أقدم