هل تساءلت يوما كيف تطير الطائرة، تعرف على الإجابة المبسطة!


تعرف على الشرح العلمي المفصل و المبسط لعملية طيران الطائرات و إقلاعها
كيف تطير الطائرة؟


كيف تعمل أو كيف صُنعت أو كيف تطير؟
كلها أسئلة لطالما طُرحت في مخيلاتنا منذ طفولتنا فمنها ما وجدنا حلا أو تفسيرا لها ومنها أسئلة أخرى لم يتسن لنا فهمها والإجابة عليها بعد، ومهما يكن من أمر فاليوم ستتابعون جوابا على أحد تلك الأسئلة وهو سؤال كيف تطير الطائرة؟
متابعة شيّقة.

معلومات تمهيدية

الديناميكا الهوائية

الديناميكا الهوائية أو "الأيرو-ديناميكا" (Aerodynamic) هي دراسة الظواهر التي تنشأ حول جسم متحرك (aircraft) حال تحركه في الهواء.

ميكانيكا الطيران

هي دراسة القوى التي تخضع لها الطائرة (أو الجسم المتحرك في الجو) حال طيرانها، تنقسم هذه القوى إلى ثلاثة أنواع حسب الأصل المولد للقوة وهي بذلك:

• قوة ناتجة عن القصور الذاتي

وظيفة التسارع الناتج عن كتلة الطائرة.

• قوة ناتجة عن الدفع

تنتجها محركات الطائرة.

• قوة ناتجة عن الديناميكا الهوائية

تنتج عن سرعة تحرك الطائرة.

الهواء

هو المجال الذي يتحرك فيه جسم الطائرة، يمثل الخليط الغازي المكون للغلاف الجوي للأرض، وهو مثل كل الغازات مكون من هباءات منفصلة كليّا عن بعضها البعض وفي حالة تحرك دائم، يتميز بخصائص فيزيائية مثل قابليته للضغط وشفافيته وقابليته للتمدد.

عملية الطيران

فيزيائيا كل جسم في حالة ثبات يعني أن مجموع القوى الخارجية المسلطة عليه مساوٍ للصفر (قانون نيوتن للحركة) ولتحركه فإن قوة دفع أو رفع أو سحب جاوزت بقية القوى، الأمر مشابه بالنسبة للجسم الطائر، فمحرك الطائرة الأمامي (بالنسبة للطائرات الخفيفة أحادية المحرك) أو محركاتها الثنائية أو المحركات من النوع النفاث (Jet Engine) يولد قوة تسحب الطائرة إلى الأمام، هذه القوة تسمى "قوة الدفع" (Thrust Force) لكنها تجعل الطائرة تتقدم فقط، فما هي القوة التي تجعلها تطير؟.

في الحقيقة تعتبر الأجنحة أهم جزء من أجزاء الطائرة، وتكون أجنحة الطائرة مصممة تصميما خاصا، بحيث يكون الجناح متقعرا أي أن سطحه العلوي أطول من السطح السفلي، إلى جانب ذلك تكون حافة الجناح الأمامية وهي ما تعرف بإسم "حافة الهجوم" (Leading Edge) ذات شكل دائري عريض في حين تكون الحافة الخلفية وهي التي تسمى "حافة الإدبار" أو "حافة الفرار" (Trailing Edge) بإختصار، فإن المقطع العرضي للجناح يأخذ شكل حاجب العين مقعرا وذو حافة أمامية عريضة وحافة خلفية حادة.

المقطع العرضي لجناح الطائرة يوضح الشكل المقعر للجناح و طريقة مرور الهواء

مقطع عرضي يوضح شكل جناح الطائرة



فعند تقدم الطائرة بفعل قوة الدفع تصطدم الأجنحة بأجزاء الهواء المحيطة بها فتقوم بتغيير إتجاه الهواء بفضل الشكل المقعر لها فتدفعه إلى الأسفل وكردة فعل يقوم الهواء بدفع الأجنحة إلى الأعلى، هذا هو التفسير المبني على مبدأ نيوتن (Newton Principle) الثالث من قوانين الحركة القائم على أنه لكل فعل رد فعل يساويه في المقدار ويعاكسه في الإتجاه.

من ناحية أخرى يمكننا تفسير هذه القوة التي تسمى "قوة الرفع" (Lift Force) بواسطة "مبدأ برنولي" (Bernoulli's Principle) المبني على أنه عند الحركة السريعة "للمائع" (Fluid) كالهواء فإنه يتعرض لضغط أقل من الضغط الذي يتعرض له في حالة الحركة البطيئة للمائع.

بطريقة أخرى، فالسرعة العالية تؤدي إلى ضغط أقل، والسرعة المنخفضة تؤدي إلى ضغط أعلى، وبالتالي ونتيجة لتقعر الأجنحة ما يعني أن سطح الجناح العلوي أصغر من سطح الجناح السفلي فإن الهواء أعلى جناح الطائرة يتحرك بسرعة أكبر وضغط أقل مما عليه تحت جناح الطائرة
والنتيجة هي أن الضغط الأكبر الذي يتكون تحت أجنحة الطائرة (عكس الضغط الأقل أعلى الأجنحة) يؤدي إلى رفع الجناح وتوليد "قوة الرفع" (Lift Force) وبالتالي إرتفاع الطائرة وطيرانها.

مبدأ برنولي يفسر إرتفاع الضغط تحت أجنحة الطائرة و بالتالي توليد قوة الرفع

Bernoulli's Principle

من المهم أيضا الحديث عما يعرف بإسم "زاوية الهجوم" (Angle of Attack) وهي الزاوية التي يصنعها الجناح مع تيار الهواء المار، تكبر زاوية الهجوم عند إقلاع الطائرة أو حال طيرانها وذلك برفع حافة الهجوم بدرجة أعلى من حافة الفرار (أو الإدبار) ما يجعل زاوية الهجوم تدفع الهواء إلى أسفل الجناح حتى تنتج قوة الرفع، وطبعا بإزدياد زاوية الهجوم تزداد قوة الرفع طرديا.


زاوية الهجوم تكون بإرتفاع حافة الهجوم أكثر عن حافة حافة الفرار و هي تدفع الهواء إلى تحت الجناح

Angle of Attackزاوية الهجوم

القوى الأساسية المؤثرة على الطائرة

تخضع الطائرة حال طيرانها إلى أربع قوى، قوة الرفع (Lift Force) وقوة الوزن (Weight) وهي قوة معاكسة لقوة الرفع يولدها وزن الطائرة و قوة الدفع (Thrust Force) والقوة الرابعة وهي قوة السحب (Drag Force) أو قوة الجر (Traction Force) تعرف أيضا بقوة الإعاقة حيث تؤثر على كامل الطائرة وهي ناتجة عن إحتكاك الطائرة بالهواء وهو الحال بالنسبة لعبور أي جسم من خلال مائع (غازي أو سائل) يولد إحتكاكا يعيق تحركه (كالطائرات في الجو أو السفن في المياه).

حتى تطير الطائرة يجب أن يتم التحكم في توازن القوى الأربعة المؤثرة على الطائرة
القوى الأربعة المؤثرة على الطائرة

وببساطة، يجب أن يكون ناتج قوة الرفع أكبر من وزن الطائرة حتى يمكنها أن تطير، وبالتالي يجب أن يكون تصميم الجناح مناسبا بشكل يولد قوة قادرة على رفع الطائرة عن الأرض، ويجب أن تكون قوة الدفع أكبر من قوة الجر حتى تزداد سرعة الطائرة، بهذا نستنتج أن تحدي الطيران يكمن في إقامة توازن بين هذه القوى الأربعة المؤثرة على الطائرة.





إقرأ أيضا:
أحدث أقدم